الخميس، 20 سبتمبر 2012

عاملونا كاليهود



يبدو أن كل كاتب أو مخرج مغمور سواء كان في الغرب أو الشرق أصبح يعرف الوسيلة الأضمن للوصول إلى الشهرة والمال. فالإساءة للدين الإسلامي ولرموز المسلمين أصبحت بوابة الوصول للمجد والألقاب والجوائز العالمية. فردود الأفعال الغاضبة من قبل المسلمين على أعمالهم المسيئة للإسلام. والتهديدات بقتل الكاتب. وما يتبعها من توفير الحماية له من قبل دولته تعتبر أكبر دعاية له وترويج لأعماله. حتى لو كانت هذه الأعمال دون المستوى ومليئة بالكذب والافتراءات وخالية من أي مضمون أدبي أو أخلاقي ولا تستند على حقائق. مستمدين من تجربة الكاتب البريطاني سلمان رشدي- صاحب كتاب آيات شيطانية - الإلهام فقد تحول بسبب مؤلفاته المعادية للمسلمين وإهدار دمه إلى كاتب عالمي وثري!

لقد حان الوقت لوقف هذه المهازل. وإصدار قانون دولي يجرم التطاول على الدين الإسلامي ومقدسات المسلمين بأي شكل من الأشكال حتى لا تتكرر هذه الاعتداءات مستقبلا. وهي مهمة يجب أن تقوم بها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. من خلال استغلال علاقاتهم ونفوذهم للضغط على الأمم المتحدة لإصدار ميثاق دولي يجبر كل الدول على معاقبة من يسيء للدين الإسلامي بحجة حرية الرأي والتعبير. فحرية الرأي والتعبير كما نرى ونشاهد لا تمارس سوى على المسلمين ورموزهم الدينية وتختفي عند الحديث عن جرائم اليهود أو أكذوبة المحرقة.
علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين للدفاع عن حقوقنا ومقدساتنا. وأن نسخر طاقاتنا لوقف هذه الاعتداءات المستمرة على ديننا بحجة حرية التعبير. فاليهود استطاعوا بنفوذهم وسيطرتهم على الساسة في العديد من الدول الأوروبية إصدار قوانين صارمة ضد من يمارس حرية التعبير تجاه اليهود ويتم ملاحقته قضائيا واتهامه بمعاداة السامية. وكذلك يتم معاقبة كل من يشكك بالمحرقة اليهودية "الهولوكوست " المزعومة والتي تثار حولها الشكوك. بينما ردود أفعالنا تجاه من يهين مقدساتنا ويتطاول على نبينا مجرد انفعالات وقتية ودون أن نحقق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع كما حدث مع الرسومات المسيئة للنبي الكريم.
المطالبة بإصدار ميثاق دولي يجبر جميع الدول على معاقبة من يحاول الإساءة للدين الإسلامي أسوة بقانون معاداة السامية تحت مسمى معاداة الإسلام لم يعد خيارا بل أصبح واجبا على كل شخص يرفض الإرهاب. وازدراء الأديان. ويريد نشر ثقافة التسامح والمحبة. فالدعوة لمؤتمرات احترام الأديان وبناء المراكز لهذا الهدف تعتبر غير مجدية وهدرا للموارد المادية والبشرية دون أي فائدة. فالدفاع الأمريكي والأوروبي المستميت عن المحرقة اليهودية المزعومة وسجن من ينكر حدوثها بينما يتم السماح للمتطرفين المسيحيين كأمثال القس الإنجيلي تيري جونز الذي قام بحرق نسخ من القرآن الكريم والسماح للمنظمات الصهيونية وبعض أقباط المهجر من أمثال المدعو موريس صادق بإثارة الفتن واستفزاز مشاعر المسلمين من خلال إنتاج أفلام مسيئة للدين الإسلامي والنبي الكريم بحجة حرية التعبير يدل على التناقض الكبير وازدواجية المعايير لدى هذه الدول. فكيف تنادي بنبذ الإرهاب والتعصب الديني وعدم كراهية الآخر مهما كان لونه أو دينه واحترام حرية المعتقد بينما تسمح بإهانة المسلمين والتطاول على دينهم ومقدساتهم بحجة حرية التعبير؟!!
 المواقف الأمريكية والأوروبية المتناقضة تجاه تكرار الإساءة إلى الإسلام كانت السبب الرئيسي في استمرار الإرهاب ضد المسلمين. والتطاول على مقدساتهم الدينية. وموجة العنف التي تظهر في الدول العربية والإسلامية عند كل إعلان عن أعمال مستفزة للمسلمين ستستمر طالما لم تقدم هذه الدول حلولا جذرية لوقف التعصب الديني داخلها ولجم تصرفات المتطرفين على أراضيها. وتقوم بإصدار قوانين صارمة تنبذ التعصب وإهانة مقدسات الآخرين تحت أي مبرر أو حجة. فالإرهاب الديني داء مقيت وليس حكرا على المسلمين كما يروج له هؤلاء الانتهازيون الباحثون عن الشهرة والمال. والذين غاب عن بالهم أن الإسلام هو أكثر الديانات انتشارا في العالم.
على المسلمين عدم الاكتفاء بردة الفعل الغاضبة والانتقال للمرحلة التالية للتعامل مع هؤلاء المتطرفين والانتهازيين بطريقة إيجابية ومثمرة لنفوت عليهم الفرصة لتشوية صورة الإسلام,من خلال تنسيق الجهود بين المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا والسفارات التابعة للدول العربية والإسلامية للتعريف بالإسلام, واستغلال وسائل الإعلام المختلفة في بث برامج توعوية وبعدة لغات لتعريف المشاهد والقارىء الغربي بحقيقة الدين الإسلامي الصافية وجوانب من شخصية النبي محمد عليه الصلاة والسلام ,أعظم شخصية عرفتها البشرية.

التعليقات: 0

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More